الحكومات الملتحية واحتضار حكم المرشد في إيران!

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ينعقد يومي السبت والأحد 23 و24 يوليو الجاري المؤتمر السنوي لإيران الحرة، والذي يضم هذا العام مؤتمر “إيران الحرة 2022” الذي سيشارك فيه مئات البرلمانيين والشخصيات السياسية والمسؤولين السابقين والحاليين، فضلًا عن عشرات الآلاف من أعضاء الجاليات الإيرانية من جميع أنحاء العالم؛ في ظل ظروف يعيش فيها النظام الحاكم في إيران في مرحلة الاحتضار أو السقوط..

حسب منظمي المؤتمر من المعارضة والمقاومة الإيرانية “منظمة مجاهدو خلق” يشارك في فعالياته أكثر من 1000 شخصية سياسية، بما في ذلك مئات المشرعين من خمس قارات في أشرف 3 أو متصل عبر الإنترنت ، كما يشارك فيها ما لا يقل عن 35 من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب من الحزبين الأمريكيين،

وعشرات الرؤساء ورؤساء الوزراء السابقين، وعشرات من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين، واثنين من القادة السابقين في الناتو، وعدد كبير من الوزراء من أوروبا والولايات المتحدة وبلدان المنطقة.

تأتي مؤتمرات المعارضة الإيرانية، وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، في ظرف إيراني عصيب، حيث تشتعل إيران من الداخل، عبر احتقان شعبي مستمر، تعبر عنه احتجاجات سنوية يقوم بها المعارضون، في العاصمة طهران والعديد من المدن الإيرانية، وكذلك في ظل حصار وتحفز إقليمي ودولي لمواجهة خطرها وخطر أذرعها وتدخلاتها في المنطقة، كما شهدت قمة جدة بقيادة المملكة العربية السعودية وحضور الرئيس الأمريكي في يوليو الجاري سنة 2022، وكذلك حساب عدد من كبار مسؤوليها ومواجهتهم المحاكمة في عدد من الدول الغربية واستمرار العقوبات عليها، وتصنيف عدد من أذرعها كمنظمات إرهابية.

كما يأتي هذا المؤتمر بعد أيام من إصدار المحکمة السويدية حكما بالسجن المؤبد ضد القاضي الإيراني حميد نوري المحبوس لديها، والذي كان متورطا في إصدار أحكام ضد معارضين إيرانيين سنة 1988، وهو القرار وکما وصفته الأوساط الحقوقية الدولية بأنه بمثابة الخطوة الاولى للدفع بإتجاه قوننة مجزرة عام 1988، الخاصة بإعدام الآلاف من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق.

جاء هذا الحكم بعد بعد 93 جلسة استمعت فيها محكمة ستوكهولم إلى 46 شاهدا، أصدرت المحكمة حكمها، يوم الخميس 21 يوليو سنة 2022، بحق القاضي الإيراني حميد نوري، المعتقل في السويد منذ نوفمبر 2019.

يأتي هذا المؤتمر الدولي المهم بعنوان “حرية إيران” معلنا مع غيره من الأحداث عن أزمة وسقوط النموذج الحاكم للمرشد والولي الفقيه الذي تعهد الخميني بتصديره للعالم، واعتباره مبدأ “تصدير الثورة” أول مبادئ وعقائد الثورة.

تعيش إيران أزماتها، وتصدر الأزمات لدول الجوار والعالم، الذي يتوجس خطرا من ممارساتها التدخلية والداعمة للعنف والطائفية والإرهاب في المنطقة والعالم، وهو ا أقر به مؤخرا الولي الفقيه نفسه ومرشد الثور على خامنئي في مأزق، ويتحدث ويعترف بها مسؤولون سابقون وحاليون، كتسريبات وزير الخارجية السابق جواد ظريف التي فضح فيها الخدع الروسية وانتقد فيها ممارسات رمز الحرس الثوري الراحل وقائد فيلق القدس- المسؤول عن العمليات والأذرع الخارجية- قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في يناير سنة 2020 مع عدد من قادة الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية في العراق، كأبي مهدي المهندس قائد فيلق بدر السابق.

من جانب آخر، يغرق الاقتصاد الإيراني في الأزمات المستعصية على الحل؛ نتيجة لفساد الملالي ونهبهم لثروات البلاد وإشعالهم للحروب على مدى 43 عامًا، كما ارتفع التضخم- حسب مصادر حكومية- إلى أعلى نسبة له في العقود الـ 4 الماضية، ووصل إلى أكثر من 52 في المائة، وأن أكثر من 80 في المائة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر.

وينفق الملالي عائدات البلاد على المشاريع النووية والصاروخية، ودعم الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان، والتدخل في شؤون بلدان المنطقة. فضلًا عن ضلوع قوات حرس نظام الملالي والتيارات التابعة لهم في النهب، وهو ما يهتف المتظاهرون في المدن الإيرانية ضده داعين الحكومة لتوفير حياة كريمة لهم بدلا من دعمهم للإرهاب والميليشيات في لبنان والعراق واليمن وسوريا..

والجدير بالذكر أن الاقتصاد الإيراني غارق في الأزمات مستعصية الحل؛ نتيجة لفساد الملالي ونهبهم لثروات البلاد وإشعالهم للحروب على مدى 43 عامًا.

وتفيد مصادر حكومية أن التضخم قد ارتفع إلى أعلى نسبة له في العقود الـ 4 الماضية، ووصلت إلى أكثر من 52 في المائة، وأن أكثر من 80 في المائة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر.

وينفق الملالي عائدات البلاد على المشاريع النووية والصاروخية، ودعم الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان، والتدخل في شؤون بلدان المنطقة. فضلًا عن ضلوع قوات حرس نظام الملالي والتيارات التابعة لهم في النهب…

ختاما يتساقط نموذج الولي الفقيه وحكم المرشد الذي حاولت جماعة الإخوان المسلمين استلهامه في تجربة حكمها التي سقطت في 30 يونيو سنة 2013، ويهتف الناس كل عام ضد حكم المرشد والولي الفقيه في شوارع إيران، كما كانوا يهتفون له قبل ثلاثة وأربعين عاما، حين نجحت الثورة الإيرانية عام 1979 في تأسيس أول حكم اصولي في المنطقة بعد هروب الشاه، ونالت دائما وابدا إعجاب غيرها من الجماعات الأصولية في العالم السني وعمقت روابطها بها…

يتساقط ويتراجع نموذج ومثال الحكم الإيراني للولي الفقيه، وتنشط معارضاته داخليا وخارجيا، ووجدت الشعوب الجحيم مكان وعوده، وهكذا امتطت الحكومات الأصولية أو الملتحية الدين للسلطة، ولكنها أساءت إليه حين جسّدته في زعمائها وقادته، وأجّجت من صراعات الداخل والخارج فلم تحسن الإدارة ولا السياسة وأساءت للدين نفسه.


Source link

About admin

Check Also

انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد

الجمعة 29 يوليو 2022 | 04:55 مساءً السيدة انتصار السيسي وجهت السيدة انتصار السيسي قرينة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *